Wednesday 23 December 2015

اينغفار كامبراد

اينغفار كامبراد

بائع أعواد الثقاب الصغير الذي تحول إلى صاحب أكبر شركة أثاث عالمية, وامتلك أكثر من خمسين فرعًا حول العالم؟
إنه رجل الأعمال السويدي (اينغفار كامبراد) مؤسس شركة إيكيا الدولية.

ولد (كامبراد) عام 1926م في قرية جنوب السويد وتحديدًا داخل مزرعة والده الصغيرة , وقد بدأ كامبراد حياته بائعًا صغيرًا بدراجته الصغيرة يبيع الثقاب على أهل قريته بأسعار زهيدة, ثم توسعت تجارته قليلاً فأصبح يشتري الثقاب من العاصمة ستوكهولم ويبيعه بأسعار لابأس بها, ثم مالبث أن هجر الثقاب ليتحول إلى تجارة الأسماك وأشجار الزينة ومن ثم تجارة الأقلام بأنواعها فيما بعد
وفي ظل هذه البدايات البسيطة كان (كامبراد) دائمًا ما يحلم بإنشاء مؤسسة صغيرة يمارس من خلالها تجارته بشكل مستقر, ولعل إيكيا العالمية لم تخطر على باله في ذلك الحين.

بداية الانطلاقة نحو النجاح:-
في عام 1943م كان الفتى (كامبراد) الذي لم يتجاوز عامه السابع عشر آنذاك, قد جمع بعضًا من المال من تجارته الصغيرة والمتنوعة, وأضاف عليها ماحصل عليه من مال بمساعدة والده, وقرر إنشاء ماحلم به منذ صغره, وهي تلك المؤسسه الصغيرة فبدأ في هذه المؤسسة الوليدة ببيع الأقلام والولاعات وإطارات الصور, ويقوم بتوزيع بضاعته الصغيرة في سيارة للحليب المحلي نظرًا لضيق ذات اليد حينها, ثم مالبث أن زار العاصمة الفرنسية باريس ليلتقي بالشركات التي كانت تمده بالأقلام آنذاك, ليعود بعدها إلى السويد حاملاً أفكارًا جديدة تمخضت عن زيارته التجارية الأولى, فبدأ بنشر إعلانات عن مؤسسته الصغيرة ونشاطها في الصحف المحلية, ثم غامر في عام 1950م ليقتحم عالم الأثاث والمفروشات فكان يقوم بتصنيع الأثاث من غابات الأشجار القريبة من قريته وبأيد محلية , وبدأ نشاطه يكبر شيئًا فشيئًا حتى رأى أن التركيز على نشاط الأثاث والمفروشات أجدى من غيره وكان سر النجاح في ذلك هو تركيزه على بيع الأثاث والمفروشات بأسعار مقبولة ومن هذا المنطلق تكونت إيكيا التي نعرفها اليوم.

وفي عام 1951م كانت إيكيا على موعد مع إصدار أول دليل تعريفي يضم منتجاتها وبأسعار مخفضة, وفي عام 1953م تم افتتاح أول معرض لإيكيا في السويد ليكون النواة الأولى لمعارضها حول العالم, أما في عام 1955م قرر (كامبراد) نقل إيكيا من الاعتماد الكامل على مصنعي المفروشات المحليين إلى تصميم الأثاث والمفروشات ذاتيًا, والتوجه نحو افتتاح فروع لها داخل وخارج السويد ليتسع نشاطها وتمتد تجارتها.

وكان (كامبراد) قد واجه تحديًا كبيرًا في بداية انطلاق إيكيا, إذ عانى من عدوانية بعض تجار الأثاث السويديين آنذاك, فكانت تضايقهم أسعار منتجاته المخفضة, فقاموا بمقاطعة الموردين الذين يتعاملون معه سعيًا منهم لوأد إيكيا في مهدها, ولكن (كامبراد) لم يقف مكتوف الأيادي فسعى إلى حيلة مناسبة لمجابهة هولاء التجار فكان يقوم باستلام المواد الخام من الموردين بعيدًا عن الأنظار وأحيانًا تحت جنح الظلام, ولكن ذلك لم يروق لـ(كامبراد) طويلاً إذ رأى أن ذلك لم يعد كافيًا للوفاء بمتطلبات إيكيا التي بدأت تكبر شيئًا فشيئًا, فاضطر للسفر إلى بولندا لشراء الخشب من هناك مستعينًا بعلاقات تجارية جديدة لتدعم مسيرته التجارية.

وكان الكثيرون يراهنون على فشل (كامبراد) في إدارة الشركة التي بدأت تتوسع شيئًا فشيئًا, إضافة إلى أن أسواق الولايات المتحدة وأوروبا الشرقية آنذاك تختلف عن أسواق الدول الاسكندينافية, ولكن (كامبراد) وبعزيمة الشاب الطموح وذكاء الكبار دفع (إيكيا) وبكل ثقة نحو التوسع المدروس والمتزن, فمازالت فروعها تنتشر في أوروبا مرورًا بأسيا وإفريقيا.

فلسفته:-
يعتمد (كامبراد) في فلسفته العملية على العمل الجاد وحث العاملين تحت إدارته على استغلال الوقت وتوظيفه توظيفًا إيجابيًا, فدائمًا مايطلق على من يعمل في شركته (العاملون الشركاء) لإيمانه المطلق بأنهم شركاء في النجاح, بل هم من يصنع النجاح.
ومن مقولات (كامبراد) (قسم حياتك إلى وحدات, كل وحدة مدتها عشر دقائق ولاتهدر سوى أقل الممكن منها في أنشطة لا معنى لها) ويرى (كامبراد) ضمن فلسفته أن الأخطاء والمشاكل هي من يصنع الفرص فيقول (من لايعملون هم فقط الذين يخطئون, وارتكاب الأخطاء ميزة العمل والنشاط, وأن الناس السلبيين يضيعون وقتهم في إثبات أنهم لايخطئون.


ثروته:-

تقدر ثروة (انغفار كامبراد)الذي تجاوز عامه الخامس والثمانون بـ(33) مليار دولار تقريبًا وقد صنفته مجلة فوربس الأمريكية في عام 2008م كأغنى رجل في أوروبا ورابع أغنى رجل في العالم.
ويحكى عن (كامبراد) طرائف عديدة, ومنها اتصافه بالبخل الشديد, فيلاحظ الناس امتلاكه سيارة قديمة من نوع فولفو حتى الآن, كذلك حرصه على التسوق أثناء فترة الظهيرة لشراء حاجياته من الخضار والفواكه لأن أسعارها تكون رخيصة خلال هذه الفترة, كذلك حرصه على عدم تناول المشروبات من ثلاجة الفندق الذي يسكن فيه لأنها عالية الثمن فيقوم بشراء المشروبات بسعر أقل من المتاجر الخارجية المجاورة للفندق.
وعلق (كامبراد) على ذلك في لقاء له مع صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية (أن الرفاهية لاتتعدى شراء قميص وربطة عنق بين الحين والآخر وتناول السمك السويدي غير المكلف) كما يقول عن نفسه (إنني مقتصد بعض الشي في مايخص المال, وماذا في ذلك؟ إنني أفكر في الأموال التي أريد أن أنفقها على نفسي وأسأل نفسي إن كان زبائن إيكيا قادرين على تحمل إنفاقها)؟

No comments:

Post a Comment